المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخسوف و الكسوف مجرد ظاهرتان طبيعيتان .. فلماذا الصلاة ؟؟!!


ابومحمد
17-06-2011, 12:18
http://www.hiwart.net/newsm/13069.jpg (حوار وتجديد) كتب معن الجربا :



خسفت الشمس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إلى المسجد يجر إزاره , فصف الناس وراءه ثم قام و صلى حتى انجلت الشمس ، ثم خطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، و قال إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده , فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة .

واليوم يقول العلماء .. ان سبب كسوف الشمس هو أن القمر يقع بين الشمس وبين الأرض فيحجب بعض ضوء الشمس او كله , اما خسوف القمر فيحدث بسبب وقوع الأرض بين الشمس و بين القمر فتحجب بعض ضوء الشمس او كله . و المهم في الامر هنا ان هذا هو التوصيف العلمي لظاهرة الكسوف و الخسوف و يستطيع العلماء ببساطة حساب و تحديد مواعيد الكسوف و الخسوف على مدار السنين السابقة واللاحقه .

وهنا يتسآئل البعض ليقول : ان الكسوف و الخسوف مجرد ظاهرتين طبيعيتين تحدثان بشكل دوري و دائم , وتأتيان و تذهبان دون ان يحدث شيئ يذكر قد يؤثر على حياة الناس , و الامر ما هو الا حدث كوني من الممكن توقعه وحسابه و معرفة اسبابه .. اذن فالماذا الفزع ولماذا الصلاة ؟؟!!

وحقيقة الأمر ان هاتين الظاهرتين امرهما اعمق بكثير من هذه الرؤيا السطحيه التي تقول لماذا الفزع و لماذا الصلاة .. حيث يجب علينا أن نعرف بأن هناك حكمة تعبديه من وراء الصلاة يغفل عنها الكثير من الناس , فالكسوف والخسوف ما هما الا خلل مؤقت في النظام الكوني يحدث بأمر الله و علمه و تقديرة , ثم ما يلبث هذا الخلل الا ان يزول ويعود النظام الكوني من جديد .. وكأن الله سبحانه أراد بذلك أن يذكرنا بنعمته العظيمه التي نحن عنها غافلون الا وهي رعايته و حفظه لهذا النظام الكوني البديع , و ليخوفنا بذلك و يمتحن قلوبنا و يشهدنا على انفسنا .. و ليرى هل سوف نذكر فضله و نشكر نعمته عندما نرى تلك الآيات , ام اننا سوف نمر عليها مرور الغافلين ؟؟!!

ومثل ذلك كرجل انعم الله عليه بصحه وعافيه , و لكن ذلك الرجل كان جاحدا و غافلا عن تلك النعمه , فبتلاه الله عزوجل بمرض عابر ليذكره بنعمة الصحه و ليذكره بالواهب و المنعم عليه .. فإن تذكر ذلك الجاحد الغافل و شكر ربه , فهذا هو المقصد والغايه , وأن لم يتذكر ولم يشكر و مر على ذلك مرور الغافلين , فهنا يكون الله تعالى قد اقام عليه الحجه والبينه التي سوف يواجهه بها يوم القيامه يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .

انها لعبرة و لن تعييها الا أذن واعيه .. فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور