المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اين ذهب الليبراليون؟؟


ابومحمد
05-12-2011, 02:25
اين ذهب الليبراليون؟؟ (http://alweeam.com/archives/90936)
http://img208.imageshack.us/img208/6719/1111126.jpg (http://imageshack.us/photo/my-images/208/1111126.jpg/])

على مدى السنوات الماضية جربت جميع الأنظمة العربية من علمانية وليبرالية ورأسمالية واشتراكية وبعثية ودكتاتورية استبدادية نراها اليوم انهارت واحدةُ تلو الأخرى كحطام السيل رغم تشبث حكامها لآخر رمق ورغم قوة حلفائها وسطوة أتباعها إلا أنها تهاوت عروشها وأسوارها وحصونها لأنها بنيت على باطل وعلى أجندة أجنبية ليس لها قاعدة أخلاقية قوية على أساس ديني بل كان هدفها قهر الشعوب وسلب الحريات وتكميم الأفواه وهظم حقوق الإنسان وكانت أنظمة تلبس رداء الإسلام في بعض الأحيان وتتجرد منه متى مادعت الحاجة وحسب رغباتها وتستهدف قطع عنق الدين بسيف الدين نفسه وطمس هوية الأمة ونشر الفساد والرذيلة بكافة أنواعها بدعوى الحرية بالرغم أن الحرية كفلها الإسلام وحرية التعبير أمر واجب على كل مسلم ومسلمة حاكما أو محكوما وليس حقاً كما هو في العالم الغربي.
الظلم والقهر وعدم إقامة العدل هو سبب رئيسي لسقوط الدول والحكام الظلمة مهما كان جبروتهم وقوتهم والله سبحانه وتعالى ينصر الدولة العادلة الكافرة على الدولة الظالمة المسلمة.

لم يكن مستغرباً فوز الأحزاب “الاسلامية المعتدلة ” في كل من المغرب وتونس ومصر في هذا الوقت الحرج بالذات والذي سحب البساط من كل الأحزاب والقوى الأخرى وشكل صفعة قوية لليسارية والليبرالية والعلمانية في الشعوب العربية ورسالة موجهه بقوة لكل من يقول بأن الظروف غير ناضجة لتطبيق الشريعة الإسلامية ويجب العودة للمفاوضات والتنازلات وضرورة فصل الدين عن الحياة العامة .

لم يكن صدفة فوز هذه الأحزاب وإنما هي أحاسيس ورغبة الملايين من الشعوب التي جربت كل أنواع الأنظمة والقوانين الوضعية واقتناعهم التام بأنه لاجدوى إلا بالعودة للإسلام الصحيح كحل لمشاكل الأمم وانه لاقوة ولاعزة لها إلا بالإسلام والسبيل الوحيد لاستعادة قوتها وبريقها وأمجادها الخالدة

مَلَــكْنا هذهِ الـــــــدُّنيا قُرونا *** وأخضَعَهَــــا جُــــدودٌ خالــدُونَا

وَسطَّرْنا صحائِفَ مِن ضِياءٍ *** فَــما نَسِىَ الــزمانُ ولا نَسيِنَا

تُــرى هـل يَرْجِعُ الماضي فإني *** أذوب لـذلك الماضي حنينـاً

لقد تقدمت هذه الأحزاب وأثارت الجدل الكثير لدى المفكرين والمحللين السياسيين وأثارت الذعر بين الغربيين وصناع القرار كون هذه الأحزاب أصبحت تتصدر اكبر شعبية ومساحة في مشهد التغيير المتسارع في العالم العربي، وفي أكثر مناطق الشرق الأوسط حساسية وبدت القوى الغربية تخطب ودها وتتحالف معها بعدما عجزت عن الوقوف بطريقها وصدها كما حصل في ليبيا وأيقنوا بأن التحالف مع من يؤمنون ويحافظون بقوة على القيم الأخلاقية على أساس ديني أفضل من التحالف مع أشباه الملاحدة أو الدهريين.
وتخلخلت بقية القوى الأخرى التي كانت تدعي بأنها تمثل صوت الشعوب وباتت تتأرجح وتتراجع حتى في منطقها وقوة تفكيرها وفشلت فشلاً ذريعا في استقطاب اقل شريحة من صوت الشعوب العربية المسلمة وهذا يوجه رسائل عدة في كل الاتجاهات ان الإسلام السياسي قادم لا محالة ، وبرغبة الشعوب نفسها وعبر صناديق الاقتراع وبحرية وعدالة وشفافية، بعيدا عن العنف،كما حاول الغرب وأعوانهم وصفها بأنها أنظمة إرهابية وحاولوا تشويهها بعد 11 سبتمبر إلا أن قدرة الله فوق كل قدرة وثبت عكس ذلك.

وأصبح دعاة الحرية المزعومة من ليبراليون وعلمانيون وغيرهم الآن في مفترق طرق إما أن يعودا لرشدهم ويتعظوا بغيرهم وإلا سوف يهزمون لامحالة لأننا في نهاية حقبة العلمنة وسوف يتخلى عنهم الجميع و من لم يتعظ بغيره، وعظ الله به غيره .
ضحيان الضحيان