المهندس
10-01-2008, 01:57
تعيش مدينة جدة عروس البحر الأحمر كارثة بيئية حقيقية إذ استمرت ألسنة اللهب في التصاعد لمدة ثلاثة أيام متواصلة من مردم النفايات الرئيس فيها بعد أن قام مجموعة من المقيمين الغير الشرعيين في المدينة والذين كانوا يقيمون في المردم لسنوات طويلة بإشعال النيران في النفايات الموجودة في المردم.
ولم تتمكن فرق الدفاع المدني الموجودة في جدة من إخماد الحريق واضطرت إلى الاستعانة بفرق إطفائية إضافية من مدينة مكة المكرمة المجاورة، في محاولة منها للسيطرة على حريق مردم نفايات جدة الذي استمر لليوم الثالث على التوالي من دون تمكن الجهات المشاركة من إخماده.
ولم تقتصر جهود المقاومة على الدفاع المدني بل شاركت البلدية والتي تسمى أمانة مدينة جدة في إخماد الحريق أيضاً لأن مردم النفايات يقع تحت مسؤوليتها وما يحدث الآن في المردم هو نتيجة لإهمالها له لسنوات عدة تمكن خلالها العديد من المقيمين الغير شرعيين في الإقامة الدائمة هناك وحرق النفايات من أجل الحصول على المواد الأولية كالحديد والنحاس لبيعه لتجار الخردة.
من جهته، أكد المهندس خالد عقيل وكيل الخدمات في أمانة محافظة جدة، أن الأمانة شاركت بأكثر من 1500 صهريج مياه و55 سيارة متخصصة لإخماد الحرائق في المردم القديم وبمشاركة مائة موظف وعامل تابعين لها لمتابعة ومساندة عمليات إطفاء الحريق.
وأكدت الأمانة أن الحريق اشتعل في مساحة تبلغ 300 متر مربع وتطور بشكل سريع بفعل الرياح الشديدة ليصل إلى الجهة الشرقية وعلى حدود مساحة 500 متر مربع ولا يزال الحريق يسيطر على المردم، وشاركت دوريات شرق جدة عبر إقفال الطرق المحيطة في المردم لمنع دخول المخالفين.
وقد عادت الحرائق إلى الظهور من جديد بعد أن قامت الأمانة وقوات الأمن السعودية بمطاردة المقيمين الغير شرعيين في المردم قبل شهرين من الآن من أجل إلقاء القبض عليهم ولكن العديد منهم والذين تتجاوز أعدادهم الألف استطاعوا بالفرار إلى الأودية والجبال المحيطة بالمردم.
ويبدوا أن النيران اليوم اندلعت بدافع من الكراهية والحقد ممزوجة بالرغبة على الحصول المواد الخام إذ يعتبر المقيمين الغير شرعيين المردم مسكناً لهم وإحراق النفايات فيه حقاً مكتسباً حاولت الجهات الرسمية السعودية سلبهم إياه.
على الرغم من أن الوضع أصبح محدوداً الآن في المردم إلا أن الأدخنة السامة الصادرة من النفايات كانت قد انتشرت في فضاء مدينة جدة. إذ غطت سحب كثيفة من الدخان الناتج عن حرائق مردم النفايات مساحات واسعة من مدينة جدة فجر أمس، حيث دفعتها الرياح القادمة من الشرق للتوغل في عمق المدينة بمسافة 20 كيلو مترا حتى وصلت إلى شارع الأمير سلطان غربا، وبعد تحولها إلى شمالية امتدت الأدخنة بشكل طولي على مسافة 30 كيلو مترا جنوبا حيث تجاوزت حي إسكان الأمير فواز والمناطق السكنية المجاورة له.
واستيقظ سكان 18 حيا بالمدينة على صباح يلفه الظلام نتيجة كثافة الأدخنة في الأجواء بسبب الرياح التي كانت قادمة من جهتي الشرق والشمال، حيث غطت سحب الدخان أحياء الأجواد والربيع والسامر وبريمان والنخيل والسالمية والصفا والرحاب والعزيزية والحرمين والربوة والنزهة وأبرق الرغامة وقويزة والسليمانية والروابي والعدل والأمير فواز، إضافة إلى عدة أحياء أخرى وصلت إليها روائح المردم من دون تأثير للأدخنة في أجوائها نظرا لبعدها عن موقع المردم وهي الجامعة والنسيم وبني مالك والأحياء الواقعة بين طريق المدينة وطريق الأمير سلطان غرب جدة.
وتسببت الحرائق والأدخنة السامة في ظهور أمراض تنفسية عديدة في المناطق المحيطة بالمردم. فقد أوضحت مديرة أحد المراكز الصحية بحي السامر أحد الأحياء المجاورة للمردم لأحد الصحف السعودية أن المركز استقبل 75 حالة ربو مزمن في شهر ذي القعدة المنصرم، وسجل خلال الشهر نفسه أكثر من 1300 حالة لأمراض مختلفة في الجهاز التنفسي العلوي. وأشارت إلى ارتفاع أعداد مراجعي المركز في اليومين الماضيين إلى 20% ، مؤكدة أن غالبية المراجعين يعانون مشكلات تنفسية مختلفة. وعزت السبب في ارتفاع عدد المراجعين إلى تزايد روائح وأدخنة مردم النفايات خلال اليومين الماضيين.
وأكدت الطبيبة أن أعداد المراجعين للمركز ارتفعت إلى ما بين 250 و 300 حالة يوميا منذ مطلع هذا الأسبوع، وأن غالبية المراجعين يعانون من حساسية في الجيوب الأنفية، واحمرار في العينين، والتهابات جلدية، إضافة إلى حالات الربو المزمنة.
ومازالت جدة تعيش هذه الكارثة البيئية لحين إنتقال مردم النفايات إلى موقعه الجديد الذي سيحاط بحراسة أمنية مشددة لمنع دخول المقيمين الغير شرعيين إليه الذين لم تستطع الجهات المختصة في المدينة من إلقاء القبض عليهم إلى هذه اللحظة والذين أصبحوا يتسللون ليلاً لحرق النفايات بحسب تصريحات الأمانة عن سبب الحرائق.
بقلم وائل مهدي في يوم الخميس ,03 يناير 2008
ولم تتمكن فرق الدفاع المدني الموجودة في جدة من إخماد الحريق واضطرت إلى الاستعانة بفرق إطفائية إضافية من مدينة مكة المكرمة المجاورة، في محاولة منها للسيطرة على حريق مردم نفايات جدة الذي استمر لليوم الثالث على التوالي من دون تمكن الجهات المشاركة من إخماده.
ولم تقتصر جهود المقاومة على الدفاع المدني بل شاركت البلدية والتي تسمى أمانة مدينة جدة في إخماد الحريق أيضاً لأن مردم النفايات يقع تحت مسؤوليتها وما يحدث الآن في المردم هو نتيجة لإهمالها له لسنوات عدة تمكن خلالها العديد من المقيمين الغير شرعيين في الإقامة الدائمة هناك وحرق النفايات من أجل الحصول على المواد الأولية كالحديد والنحاس لبيعه لتجار الخردة.
من جهته، أكد المهندس خالد عقيل وكيل الخدمات في أمانة محافظة جدة، أن الأمانة شاركت بأكثر من 1500 صهريج مياه و55 سيارة متخصصة لإخماد الحرائق في المردم القديم وبمشاركة مائة موظف وعامل تابعين لها لمتابعة ومساندة عمليات إطفاء الحريق.
وأكدت الأمانة أن الحريق اشتعل في مساحة تبلغ 300 متر مربع وتطور بشكل سريع بفعل الرياح الشديدة ليصل إلى الجهة الشرقية وعلى حدود مساحة 500 متر مربع ولا يزال الحريق يسيطر على المردم، وشاركت دوريات شرق جدة عبر إقفال الطرق المحيطة في المردم لمنع دخول المخالفين.
وقد عادت الحرائق إلى الظهور من جديد بعد أن قامت الأمانة وقوات الأمن السعودية بمطاردة المقيمين الغير شرعيين في المردم قبل شهرين من الآن من أجل إلقاء القبض عليهم ولكن العديد منهم والذين تتجاوز أعدادهم الألف استطاعوا بالفرار إلى الأودية والجبال المحيطة بالمردم.
ويبدوا أن النيران اليوم اندلعت بدافع من الكراهية والحقد ممزوجة بالرغبة على الحصول المواد الخام إذ يعتبر المقيمين الغير شرعيين المردم مسكناً لهم وإحراق النفايات فيه حقاً مكتسباً حاولت الجهات الرسمية السعودية سلبهم إياه.
على الرغم من أن الوضع أصبح محدوداً الآن في المردم إلا أن الأدخنة السامة الصادرة من النفايات كانت قد انتشرت في فضاء مدينة جدة. إذ غطت سحب كثيفة من الدخان الناتج عن حرائق مردم النفايات مساحات واسعة من مدينة جدة فجر أمس، حيث دفعتها الرياح القادمة من الشرق للتوغل في عمق المدينة بمسافة 20 كيلو مترا حتى وصلت إلى شارع الأمير سلطان غربا، وبعد تحولها إلى شمالية امتدت الأدخنة بشكل طولي على مسافة 30 كيلو مترا جنوبا حيث تجاوزت حي إسكان الأمير فواز والمناطق السكنية المجاورة له.
واستيقظ سكان 18 حيا بالمدينة على صباح يلفه الظلام نتيجة كثافة الأدخنة في الأجواء بسبب الرياح التي كانت قادمة من جهتي الشرق والشمال، حيث غطت سحب الدخان أحياء الأجواد والربيع والسامر وبريمان والنخيل والسالمية والصفا والرحاب والعزيزية والحرمين والربوة والنزهة وأبرق الرغامة وقويزة والسليمانية والروابي والعدل والأمير فواز، إضافة إلى عدة أحياء أخرى وصلت إليها روائح المردم من دون تأثير للأدخنة في أجوائها نظرا لبعدها عن موقع المردم وهي الجامعة والنسيم وبني مالك والأحياء الواقعة بين طريق المدينة وطريق الأمير سلطان غرب جدة.
وتسببت الحرائق والأدخنة السامة في ظهور أمراض تنفسية عديدة في المناطق المحيطة بالمردم. فقد أوضحت مديرة أحد المراكز الصحية بحي السامر أحد الأحياء المجاورة للمردم لأحد الصحف السعودية أن المركز استقبل 75 حالة ربو مزمن في شهر ذي القعدة المنصرم، وسجل خلال الشهر نفسه أكثر من 1300 حالة لأمراض مختلفة في الجهاز التنفسي العلوي. وأشارت إلى ارتفاع أعداد مراجعي المركز في اليومين الماضيين إلى 20% ، مؤكدة أن غالبية المراجعين يعانون مشكلات تنفسية مختلفة. وعزت السبب في ارتفاع عدد المراجعين إلى تزايد روائح وأدخنة مردم النفايات خلال اليومين الماضيين.
وأكدت الطبيبة أن أعداد المراجعين للمركز ارتفعت إلى ما بين 250 و 300 حالة يوميا منذ مطلع هذا الأسبوع، وأن غالبية المراجعين يعانون من حساسية في الجيوب الأنفية، واحمرار في العينين، والتهابات جلدية، إضافة إلى حالات الربو المزمنة.
ومازالت جدة تعيش هذه الكارثة البيئية لحين إنتقال مردم النفايات إلى موقعه الجديد الذي سيحاط بحراسة أمنية مشددة لمنع دخول المقيمين الغير شرعيين إليه الذين لم تستطع الجهات المختصة في المدينة من إلقاء القبض عليهم إلى هذه اللحظة والذين أصبحوا يتسللون ليلاً لحرق النفايات بحسب تصريحات الأمانة عن سبب الحرائق.
بقلم وائل مهدي في يوم الخميس ,03 يناير 2008