رياضة الطالبات القرار الغائب المنتظر

[ابن المنتزهات]

حينما عادت أمي من المدرسة , سألتها كعادتي : ما أخباركم اليوم .؟
فقالت لي : كعادتنا في الإسبوع الأول من بعد الإجازة , لا يوجد طالبات , ولم نبدأ الشرح .
استدركت في سؤالي : لم تأتِ أي طالبه ..؟
قالت : بلى , حظر القليل منهن " وغثونا و غثيناهم ".
سألتها : كيف ؟
قالت : هم ازعجونا بخروجهن ودخولهن و كثرة طلباتهن , ونحن اقلقناهم بإسكاتهن ..
قلت : لمِ لمْ تخرجوهن في ساحة المدرسة ؟
قالت : نخاف عليهن من البرد , ولا نريد أن نقسمهن قسمين في الخارج والداخل , فمسؤولية متابعتهن صعبه .
في الحقيقة لا أخفيكم تألمتُ كثيراً , ما الذي سيضر لو أنهم أوجدوا صالات رياضيه مغلقه ومجهزة تجهيز متكامل و جيد في كل مدرسه للطالبات ..! أظن انه سيتغير الكثير من وضع الطالبات , سيكون هناك مكان تُخْرج فيه طالبة المرحلة المتوسطة جُلَّ طاقاتها , لكن للأسف الطالبة هنا تخرج من كبت العادات والتقاليد في المنزل , إلى كبت القوانين والأنظمة في المدرسة , ونريدها مؤدبه متفوقة , صالحه نافعة لمجتمعها ..!
اقل القليل فإنها عندما تأتِ إلى المدرسة ولم يكن هناك دروس , يكون لديها خيار آخر تُشغل به وقت فراغها مع زميلاتها بدلاً من سجنهن في الفصول ومعاملتهن معامله قاسية , الذي لا تعرفه كثير من المعلمات ان الطالبة في هذه السن لديها الكثير من الطاقات والكثير من النشاط الجسدي والذهني , فكيف نوجهه و نتعامل معه ..!
كيف نريد التفوق لبناتنا ونحن لم نوفر لهن اجواء مناسبة , واجواء تساعدهم على الدراسة والإستذكار .!
مباني متهالكة , دورات مياه سيئة للغاية , فصول كأنها مستودعات ذخائر و أسلحة , معلمات بنفسيات سيئة , إدارة غافلة تقدم الدِعة والراحة على حساب راحة طالباتها , مناهج دسمه .
حتى فناء المدرسة لا يمكن الراحة والإستمتاع به , قد حُوّط بسياج من صفائح الألومنيوم وكأنك في مصنع للموبيليا و نجارة الخشب , او مصنع حداده ..!
حتى نسمات الهواء , وضوء الشمس تُحرم منه في مدرستها التي تقضي بها جلَّ وقتها .
ونريدها تنافس قريناتها بتفوق ..!
يجب ان نُعيد النظر , وتُرتب أوراق ملف التعليم من جديد , ان أردنا التطوير لابد من أن يشمل التطوير جميع مرافق التعليم بدءً من المناهج وانتهاءً في المكان الذي سيتلقى فيه الطالب و الطالبة ..
بإعتقادي ليس التطوير ان أُكثف المناهج , وازيد بحشوها في رؤوس الطالبات , بل التطوير ان ازيد في المراجع واختصر المعلومات المفيدة بحيث تبقى عالقة في اذهانهم بطريقه سهله ومحببه إلى النفوس .
الذي نحتاجه حاليا إعادة النظر في موضوع توفير حصص رياضيه للطالبات , فحينما نريد ان نغذي ونبني الفكر لابد لنا من ان نبني ونغذي الجسد , لابد لهذا الجسد ان يستمتع قبل ان يتلقى العقل المعلومات , كي يكون هناك انسجام بين الروح والعقل.
وفقنا الله وأيّاكم لما فيه صلاح البلاد والعباد .

امجاد عبدالله