المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قال :أما أنا فلا أصلي..!


ابومحمد
11-02-2012, 07:02
قال :أما أنا فلا أصلي..!


لا يسعفك الوقت لحفظ ما يكتب، فهو يغرد بفكره عبر (تويتر).. تتوالى تغريداته وكل مناسبة يعطيها ما تستحق من فكره ووعيه وعلمه، متضمنة ما يضيف لك شيئا جديدا، ففيها ما يحفزك على الإنتاج والعمل، وفيها ما يزرع فيك الأمل والنظر إلى غد أفضل، وفيها ما يذكرك بالله تعالى وما يعزز علاقتك بأسرتك، وما يساهم في استيعابك لما يدور حولك.

آخر يحيطك بمجريات الأحداث من مصادرها أولا بأول رغم تنوعها وكثرتها، فقد كفاك البحث والركض وراء القنوات والمحطات وانتظار كمال الساعة أو منتصفها لتبدأ النشرة، وثالث ورابع وخامس كل في مجاله وحسب قدراته ومهاراته يسجلون 140 حرفا تشع بالمعرفة، بالمعلومة، بالنصيحة، مدعمة بالصورة وبالفيديو وأقلهم خدمة من يقدم لك طرائف (المحششين) فلربما جاءت في وقت أنت بحاجة إلى ما يخفف عنك ضغط العمل والحياة.

لكن البعض وهم كثر يشغلونك ويشغلون أنفسهم بما لا فائدة فيه، لا في الدنيا ولا في الآخرة، فهذا يقول لنا إنه للتو خرج من دورة المياه!، وآخر "ها أنا أدخل بيتي" وثالث "ترى أنا موجود حاليا في الحلاق"، ورابع "عطست قبل (شوي) عطسة أخافت كل من حولي"، وخامس يقول إنه (زهقان) وسادس يقول (مشتهي مطبق)!

الشاب (حمزة) في تغريدته (المرفوضة) لم يكن من المفكرين ولا من الناصحين ولا من أصحاب الطرائف ولا حتى من الهايفين، ترك كل ذلك واختار أن يحاور رسولنا الكريم متطاولا، ساخرا، متحديا.

في ظني هو واحد من شباب تتلبسهم حالة من أبرز أعراضها ظنهم أنهم لن يكونوا في نظر الآخرين مثقفين أو أصحاب فكر مالم تكن علاقتهم مع الله والدين علاقة شك وإنكار، وعند الجهر بهذه العلاقة بالكيفية التي اختارها (حمزة) يكون هذا الشاب قد اختصر المسافة على نفسه وحقق مبتغاه، وفق ما يعتقد، وبلغ أعلى مراتب التزكية والرضى عند من يعتقد أنهم سيبهرون به وبما أقدم عليه.

هذه الحالة أشاهدها بكثرة وأعرف شبابا يصلون ويصومون، وعندما يلتقون ببعض النخب أو من يرون أنهم المثل الأعلى لهم؛ تتغير لغتهم ومواقفهم من الحياة ومن أشياء كثيرة، حتى إن بعضهم يحين موعد الصلاة ويخرج وقتها ولا يقومون لأدائها خوفا من تهمة تصيبهم أو تزكية لا يحظون بها من ذلك القدوة الذي يجالسونه، لكن المفاجأة تصدمهم أحيانا حينما يستأذنهم ذلك الرمز أو القدوة تاركا مجلسهم ليؤدي الصلاة، معلنا لهم أنه ليس شرطا لأن يصبح مثقفا أن يكون ملحدا أو فاسقا أو لا عقيدة له.

وعلى المستوى الشخصي واجهت نماذج ممن أعنيهم هنا من الشباب. ومن آخر مواقفي معهم، أنه كان هناك اجتماع خاص بعملنا الصحفي، فقال (الرئيس) لم يبق على أذان المغرب إلا دقائق فهل نجتمع الآن أم بعد الصلاة؟ فقال أحدنا "كما ترى"، وقال آخر "بعد الصلاة"، وقال شاب معنا "أما أنا فلا أصلي، فموافق على أي وقت"، فرد عليه (الرئيس) الذي ود الشاب أن يتفاخر أمامه بعدم الصلاة، قائلا له "هذا أمر لا ينبغي لك أن تتفاخر به". فبهت الذي........!

طارق إبراهيم

(نقلا عن صحيفة الوطن)