المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وطن .. من الملحاء إلى القطيف


الزول
08-08-2012, 01:56
«حسين بواح زباني» الجندي القادم من قرية الملحاء بمنطقة جازان عاد إليها جسدا مسجى بعد أن غادرها وهو ينبض بالحياة والأمل.. غادر قريته الجنوبية الوادعة والتحق بوظيفة يدافع من خلالها عن أمن وطنه، ففاضت روحه على حين غرة في أقصى الشرق من بلاده وهو لم يمض في الوظيفة والحياة إلا وقتا قصيرا، قطف الغدر زهرة شبابه وأطفأ جذوة أحلامه. سافر وهو يضج بالتفاؤل، يخطط للغد الأجمل حين يتزوج ويبني عشا ينبض بضجيج الأطفال، ويشع بالفرح والسعادة، لكن الموت الغادر أعاده سريعا إلى البيت الذي غادره، لتحفه الدموع إلى مقبرة القرية، قريته التي شهدت طفولته وصباه وتبرعم حياته..
ما الذي أنجزه من أطلق عليه النار؟.
ما هو النجاح الذي حصده برصاص جبان خاتل جنديا يحمي أمن وطنه؟.
ما هي القضية التي انتصف لها ملثم عبر بخفة كاللص وفي يده رشاش يطلق رصاص الخسة والجبن والدناءة على جنود شرفاء يحمون أمن وطنهم؟..
لقد تكرر شغب المخدوعين والمأجورين، تكررت حماقاتهم بفعل التحريض الذي تبناه بعض الذين لا يعرفون قيمة الوطن ولا يحرصون عليه، غرروا بهم وأوهموهم وغسلوا عقولهم ليتحولوا إلى زجاجات مولوتوف وأسلحة بيضاء ورصاص يعيث في شوارع الآمنين من إخواننا في الوطن، ويغدر برجال الأمن الذين تحلوا بأقصى درجات ضبط النفس في مواجهة الاستفزاز والتعدي والتخريب..
أكثر من حادثة مرت تابعناها بألم وسألنا الله ألا تتكرر، لكن وقود الفتنة يحرص على البحث عن حطب جديد يشعله.. أصيب مواطنون مسالمون ورجال أمن في حوادث شغب متفرقة، لكن هذه الحادثة كانت مفصلة لاستهداف رجال الأمن في مقرهم، أي أنها موجهة كنوع من التحدي والاستفزاز لجهاز الأمن، وهذا تحول سيئ في مسار الأمور لم نكن نتمنى حدوثه، لكنه لن ينال أو يحقق شيئا، ولن يهز ثبات الأمن واتزانه وقوته، كل ما يمكن أن يسفر عنه مثل هذا الاعتداء هو بعث الأسف في نفوسنا على وصول البعض إلى هذا الحد من التهور والعبث.
ذهب حسين زباني إلى رحمة الله، وذهب آخرون قبله، لكن الأمن لا مساومة عليه ولا تفريط فيه، فهل يعي ذلك المتآمرون على الوطن من داخله وخارجه؟.

حمود أبو طالب

عكاظ