المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعد الموقف الروسي المشابه .. إيران : لن نُحارب أحد من أجل سوريا


ابومحمد
06-09-2013, 12:47
مع اقتراب موعد تصويت مجلس النواب الأميركي على قرار يمنح الرئيس الاميركي تفويضا لتوجيه ضربة عسكرية لسوريا تتجه الأنظار نحو طهران وتزداد التكهنات حول ما ستفعله الجمهورية الإسلامية في حال وقعت الضربة.

لكن الدلائل تشير حتى الان الى ان نظام ولاية الفقيه يتجه نحو اتخاذ قرار بعدم التدخل او قرر بالفعل ذلك في أي حرب مقبلة في سوريا بالمعنى التقليدي على الأقل.

برزت في الأيام الأخيرة مؤشرات الى وجود اختلافات في المواقف في ايران من الازمة السورية بين اركان النظام، لكن يكاد يكون هناك اجماع على ان الدخول في مواجهة عسكرية مع الغرب ليس لصالح الجمهورية الإسلامية.

ففي تصريحات هي الاكثر وضوحا حتى الان لمسؤولين كبار استبعد عضوان في لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية التابعة لمجلس الشورى الايراني ان تدخل ايران الحرب في سوريا في حال وجهت الولايات المتحدة ضربة عسكرية لها.

فقد قال عضو اللجنة احمد شوهاني في حوار مع موقع "فرارو" الالكتروني امس: "اذا ما شنت الولايات المتحدة هجوما على سوريا فسندعم سوريا مثلما فعلنا طوال فترة الـ 22 شهرا الماضية حيث صمدت سوريا بفضل الدعم الايراني .. لكن دخول ايران في مواجهة عسكرية مع الغرب من اجل سوريا لا يدخل ضمن اطار مصالح ايران القومية".

اما عضو اللجنة الاخر احمد بخشايش فاعتبر ان الحرب على سوريا هي "حرب بالوكالة بين ايران والولايات المتحدة" لكنه اكد ان ايران في الظروف الحالية لها "مواقفها الدفاعية" لكن لا ترى حاجة في ان تدخل في حرب".

وكان الرئيس الايراني حسن روحاني واضحا ايضا حين قال خلال اجتماع لمجلس الخبراء ان ايران تدعم سوريا لكنها ستقدم المساعدات الانسانية والطبية للشعب السوري، لا اكثر.

وفي خطوة وصفت بالرمزية اعلن 170 نائباً في مجلس الشورى الإيراني استعدادهم للتضحية بأنفسهم إلى جانب "الأشقاء" السوريين في مواجهة "جبهة الكفر والظلم". واعتبر النواب ان دعم جبهة المقاومة في سورية ضد "التكفيريين الوحشيين" واجب ديني ووطني.

في هذه الاثناء اعلن قائد قوات القدس، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، ان الجمهورية الإسلامية تدعم النظام السوري حتى النهاية. واعتبر قاسم سليماني، الذي كان يتحدث في اجتماع مجلس خبراء القيادة، امس الأربعاء، أن سوريا "تقع في الخط الأمامي للمقاومة"، وإن إيران من واجبها دعم المسلمين. لكنه لم يكشف بالتحديد كيف سيكون شكل هذا الدعم وهل ستحارب ايران الى جانب سوريا في حال هاجمتها الولايات المتحدة.

اللافت ان تصريحات سليماني الذي يترأس احد اكثر الوحدات العسكرية الايرانية تشددا واندفاعا لم تخرج عن المألوف ولم يقل فيها ما لم يقله في السابق، وجاءت متناغمة مع تصريحات باقي المسؤولين مع بعض الاختلاف، وهذا يوحي بان هناك توجها عاما في ايران بان مصالح النظام تقتضي ان يبقى خارج أي حرب محتملة يشنها الغرب على سوريا.

من ناحية اخرى ما زالت تصريحات الرئيس الايراني السابق هاشمي رفسنجاني الاخيرة التي حمل فيها الحكومة السورية مسؤولية "قصف شعبها بالسلاح الكمياوي" تثير جدلا داخل النظام.

فقد صرح العضو المحافظ في مجلس الشورى الايراني (البرلمان) على مطهري انه يعتقد ان رفسنجاني ادلى بهذه التصريحات واضاف: "ربما اراد (رفسنجاني) من وراء ذلك ان يفتح مسيرا جديدا". ربما كان مطهري يشير الى وجود "رؤية جديدة" مختلفة عن الموقف الرسمي للنظام حيال الازمة السورية.

وقال مطهري ان رفسنجاني كان يفكر بمصلحة البلاد وقد يكون الغرض من تصريحاته هو ان ايران لا يجب ان تدفع المزيد (من مواردها وطاقاتها) في سوريا.

وانتقد مطهري، وهو نجل المفكر الايراني المعروف مرتضى مطهري الذي اغتيل بعد الثورة، طريقة تعامل النظام السوري مع المحتجين قائلا "لو لم تنتهج الحكومة السورية منذ البداية اسلوب العنف ضد الاحتجاجات الشعبية لما وصلت الامور الى ما هي عليه اليوم".

لكنه اكد في نفس الوقت دعم بلاده لسوريا التي وصفها بـ "محور المقاومة" قائلا "ان سوريا مهمة بالنسبة الى ايران وسنواصل دعمها.. ولو كانت الحكومة السورية استخدمت السلاح الكيميائي فنحن ندين ذلك لكن مع هذا لن تخلى عن دعم سوريا".

من خلال قراءة تصريحات المسؤولين الايرانيين يبدو ان ايران لا تريد ان تبالغ في مواقفها حتى لا ترفع سقف التوقعات بشأن دفاعها عن سوريا ومدى تدخلها لصالحها.

يتبين من كل هذا ان الدعم الايراني لسوريا سيستمر لكنه لن يرقى الى تدخل عسكري مباشر في حال اندلعت الحرب. وستبتلع الجمهورية الاسلامية الضربة المحتملة لحليفها الاستراتيجي اذا لم تكن قاصمة تهدد كيان النظام وتؤدي الى سقوطه.

وهناك إشارات الى ان ايران تستعد لتكييف نفسها مع التغيرات التي قد تعقب الهجوم الأميركي المحتمل على سوريا في المرحلة المقبلة.

دنيا الوطن