المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار ما حدث في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب


المهندس
12-05-2008, 05:42
ذكرت تقارير صحفية إن الجلسة المغلقة للاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي عقد أمس في القاهرة واستمر لمدة عشر ساعات، شهدت سجالا عنيفا وتراشقا غير مسبوق بالألفاظ بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والمندوب السوري لدى الجامعة العربية يوسف أحمد قبل أن يتدخل الأمين العام للجامعة عمرو موسى للتهدئة.

وبدأت الخلافات في مستهل الجلسة بسبب إصرار مصر والسعودية على أن يتضمّن البيان الختامي "إدانة" لقوى المعارضة اللبنانية التي سيطرت على بيروت.

وأكمل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني بالوكالة طارق متري رئيس وفد لبنان في الاجتماع، إشعال فتيل الخلافات بين دمشثق والرياض في أعقاب حديثه المستمر عن المخاطر التي تتعرض لها الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة والتي وصفها بالشرعية مطالبا العرب بدعمها، كما أكثر من الحديث عن حصار منزل النائب سعد الحريري ومقر الحكومة.

كما رفض متري الاقتراح اليمني بأن يرأس قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان الحوار قائلاً إنه "مجرد قائد للجيش وموظف ولا يمكنه الاضطلاع بدور سياسي"، في ما بدا أنه موقف تحفظ يعود إلى انتقادات من حكومة السنيورة لقيادة الجيش التي رفضت طلبه بالتصدي لمسلحي المعارضة بل وطالبت الحكومة بإلغاء قراريها اللذين تسببا في الاشتباكات.

المواجهة

استهل وزير الخارجية السعودي المير سعودي الفيصل مداخلته بالحديث عن الحرب "المجنونة" التي يخوضها حزب الله في بيروت، وتناول الأمين العام للحزب حسن نصر الله مباشرة، واصفاً إياه بأنه شارون، لأنهما "اتفقا على اجتياح بيروت".

ونقلت جريدة "الخبار" اللبنانية عن الفيصل قوله: "إن الحكومة الشرعية في لبنان تتعرّض لحرب شاملة ولا يمكننا كعالم عربي أن نقف مكتوفي الأيدي، وإن إيران هي التي تتولى إدارة الحرب وحزب الله يريد أن يفرض على لبنان دولة الولي الفقيه".

وأكمل الفيصل "علينا القيام بكل ما يلزم لوقف هذه الحرب وإنقاذ لبنان ولو تطلب الامر إنشاء قوة عربية تتولى الانتشار سريعاً في لبنان وتعيد إليه الأمن وتحمي الشرعية القائمة".

أضاف: "يجب أن نخرج أولاً ببيان يدين صراحة حزب الله وإيران على الاجتياح القائم، ونرسل تحذيراً الى المسلحين لكي يوقفوا المعركة ويتم انسحابهم، ومن ثم علينا أن نقف الى جانب حكومة السنيورة ونشكرها على صمودها وندعم موقفها".

ورد مندوب سوريا السفير يوسف أحمد على الفيصل قائلا: " وزير الخارجية السوري وليد المعلم يغيب لأسباب خاصة، وإن دمشق ترى ما يجري في لبنان شأناً داخلياً، وهي لا تريد التدخل، ولكن الوزير السعودي قدّم مداخلة منحازة، وعرض مجموعة من الأضاليل تحتّم عليّ التقدم بمداخلة حتى لا تصبح مواقفه حقائق".

وقال السفير السوري موجها كلامه للفيصل: "أنتم الآن تكشفون عن موقفكم الحقيقي والمنحاز الى جانب فئة من اللبنانيين ضد فئة أخرى، وأنت تقول إن حكومة لبنان شرعية وكلنا يعرف أنها حكومة أمر واقع، وهي لا تمثل اللبنانيين جميعاً، بل تمثل جزءاً منهم".

أضاف "عندما اتخذت القرارات الأخيرة بعد اجتماع دام 11 ساعة، فهذا يعني أنها كانت تعرف مضاعفات هذا الموقف، ولكنها كانت تدرس التداعيات وفقاً لوجهة نظرها، وهي التداعيات التي أدّت الى ما يجري الآن".

وتابع "كما أنك تريد إرسال قوات عربية الى لبنان، هل تريد من العرب أن يذهبوا الى لبنان لمقاتلة غالبية اللبنانيين دفاعاً عن سمير جعجع الجاسوس الإسرائيلي والعميل الذي بات اليوم حليفكم".

قاطعه الفيصل: "ليس حليفنا". فرد السوري: "حليفكم ويتلقى منكم الدعم والأموال ايضاً، وهل تريد أن تفرض علينا مفاهيمك، وتريد أن تقول لنا إن إيران هي العدو لا إسرائيل التي تقتل الأطفال يومياً دون توقف، وتريد أن ترسل الآن القوات الى لبنان ولم تحرك ساكناً يوم كانت إسرائيل تقصف لبنان دون توقف، لماذا لم تفكر بإرسال قوات لمواجهة الاجتياح الاسرائيلي".

أضاف السفير السوري: " إنك تتحدث عن حزب الله بصورة عدائية، وأنت وكلنا يعرف أن هذا الحزب تغيّر كثيراً عما كان عليه يوم قام، وهو قدم التضحيات الهائلة من أجل لبنان بلده ومن أجل أمّته وهذه أثمان لا يقدمها إلا من يريد الخير لبلده. أما إيران التي لم تكن إلا الى جانب قضايانا ووقفت الى جانبنا فتريد أنت أن تفرض علينا أنها العدو".

وقال " قبل مدة حين أثرنا في الاجتماع المغلق في القمة العربية ملف العلاقات العربية ـــــ الإيرانية كان الكل حاضرين ولم يقل أحد إنه يواجه هذه المشكلات فهذا يعني أن السعودية تريد أن تفرض هواجسها علينا وهو أمر لن نقبل به".

عاد الفيصل ليقول إن إيران تدعم الانقلاب، وقال للسفير السوري: "أنت تتحدث معي بطريقة وتلفت إلى موقعنا كأننا إلى جانب إسرائيل، وإذا كررت هذا الكلام فسوف يكون لي موقف آخر".

فرد أحمد بحدة: " لا تهدّدني، وإذا تكلمت أنت بكلام مختلف فسوف تسمع مني ما لم تسمعه من أحد قبلاً. وأنا أقول لك وللجمتمعين إن الجامعة العربية يجب أن تكون على مسافة من الجميع في لبنان، وهناك المبادرة العربية التي أقرت هنا، والتي يعرف الأمين العام أنها خطة مرحب بها لدى الجميع على أساس أنها سلة وليست مجموعة خطوات منفصلة"

اعتراف

عمرو موسى


من جانبه، اعترف عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بوجود خلافات بين السعودية وسوريا وقال "رغم تلك الخلافات إلا أنهما وافقا على القرار الصادر في ختام الاجتماع، وأكدا أهمية إنقاذ لبنان، مشيرا إلى قول الشاعر " اشتدي أزمة تنفرجي".

وقال موسى في مؤتمر صحفي عقده في ساعة متأخرة من مساء أمس أن ما حدث على الأرض في لبنان غير الكثير من المعطيات التي كانت قائمة على الأرض، وبالتالي النتائج التي تم التوصل إليها في زياراتي الماضية إلى لبنان، ومحادثاتي مع الفرقاء اللبنانيين، مشيرا إلى أن مهمة اللجنة تسعي لاستئناف الحوار السياسي بين الزعامات اللبنانية.

وتجنب موسى الحديث عن شكل الدعم اللوجيستي الذي ينتظر أن تقدمه الدول العربية للجيش اللبناني، وقال موسى " الأمر متروك للاتصالات التي ستجري مع الجيش اللبناني، ويمكن لوزراء الخارجية العرب أن يجتمعوا مرة أخرى لبحث هذا الدعم.

كما تجنب الأمين العام للجامعة العربية الخوض في امتناع السعودية عن المشاركة في اللجنة العربية واستبعاد سوريا منها، واكتفى بإجابة دبلوماسية إن الجميع رحب بالمشاركة في تلك اللجنة التي تم تشكيلها، وإن هناك إجماعا وزاريا عربيا على ضرورة سحب كافة الأشكال المسلحة من كافة المناطق اللبنانية وتأمين حركة الملاحة الجوية والطريق المؤدي إلى المطار.

القرارات

كان وزراء الخارجية العرب, قرروا خلال اجتماعهم الاستثنائي بالقاهرة أمس, تشكيل لجنة برئاسة قطر تضم عدداً من وزراء الخارجية للسفر إلى لبنان خلال ساعات لعقد اجتماعات مع كافة الأطراف السياسية اللبنانية.

وكشف مصادر دبلوماسية عربية عن أن ترؤس قطر للجنة العربية جاء بعد تحفظات علي خلفية علاقتها المميزة مع دمشق ، إلا أن البعض الآخر رأى في تلك العلاقة مدخلا لإمكانية إقناع دمشق بالتدخل لدى حزب الله والمعارضة اللبنانية لإعادة الأوضاع إلي ما كانت عليه قبيل التدهور الأخير.

ووجه وزراء الخارجية نداء طالبوا فيه الفرقاء اللبنانيين بالوقف الفوري لإطلاق النار وكل أشكال العنف المسلح، وسحب كل المسلحين من مناطق التوتر وتمكين الجيش اللبناني من أداء عمله وحقن الدماء في كامل الأراضي اللبنانية.

وجدد وزراء الخارجية تمسكهم بالمبادرة العربية الخاصة بلبنان، وطالبوا الفرقاء اللبنانيين بضبط النفس والانتباه إلى المخاطر التي تتهددهم من استمرار استخدام لغة الرصاص وفرض سياسة الأمر الواقع.

وذكرت جريدة "الوطن" السعودية إن رئيس الوفد السوري في الاجتماع رفض فكرة إرسال قوات عربية إلى لبنان وهو المقترح الذي قدمته اليمن وحظي بموافقة عدد من الوزراء، وهو الأمر الذي أثار تحفظات مصرية - سعودية على الموقف السوري.

وأضافت، إن مناقشات وزراء الخارجية في الجلسة المغلقة تطرقت إلى مجموعة من النقاط الحساسة من بينها مسألة تحقيق السيادة للجيش اللبناني علي كامل الأراضي اللبنانية واصطدام تلك الخطوة برفض حزب الله أي مساس بأسلحته أو أي حديث عن سحب تلك الأسلحة وتسليمها للجيش اللبناني.

كما ناقش وزراء الخارجية مخاطر تدويل الأزمة اللبنانية، وجددوا تمسكهم بالمبادرة العربية الخاصة بلبنان، ونبهوا الفرقاء اللبنانيين إلى المخاطر التي تتهددهم من استمرار استخدام لغة الرصاص وفرض سياسة الأمر الواقع.


المصدر صحيفة ساخن