المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قادة لبنان عادوا من الدوحة في طائرة واحدة وتبادلوا النكات والمزاح والحوار الجدي


الزول
23-05-2008, 04:56
غادرت القيادات اللبنانية بيروت الجمعة الماضي وسط تشنج غير مسبوق، في الشارع وفي السياسة. صعدوا على متن طائرة واحدة بصالونين مثّلا «دار المعارضة» و«دار الموالاة»، ولم يخرق هذا الحاجز الا قليلا بالاتجاهين. ساهم فيها صاحب الطائرة والدعوة الى الحوار رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم.

أما بعد الاتفاق فقد عادوا على متن طائرة واحدة عادية تابعة للخطوط الجوية القطرية اجتمعوا فيها من دون حواجز ومن بدون «حساسيات». جلس الرئيس بري في المقعد الاول في الدرجة الاولى الى جانبه شقيقه الدكتور محمود بري. وفي المقاعد المجاورة التي تقع في منتصف الطائرة جلس النائب وليد جنبلاط وحوله بعض اعضاء كتلته، فيما جلس الرئيس السابق امين الجميل في أول المقاعد لجهة اليمين. وخلفهم جلس الباقون من الوزراء والنواب، ولما غصت بهم قاعة الدرجة الاولى تمدد البعض الاخر الى صفوف «الدرجة السياحية». كان اجتماعهم أول دليل على اتفاقهم. تبادلوا النكات والمزاح والحوار الجدي والكثير من المجاملات وصولا الى حد الكلام عن «اتفاق استراتيجي» بين النائب عن «القوات اللبنانية» جورج عدوان ومسؤول الاتصالات السياسية في تيار النائب ميشال عون ـ وصهره ـ جبران باسيل، فيما بدت الابتسامة على وجه نواب «حزب الله» الذين تنقلوا في اروقة الطائرة، لكنهم لم يبدوا اي «اشارات ايجابية» تجاه جنبلاط ونواب كتلته في الطائرة، بعدما التقوا معهم في «المجاملات الرسمية» في حضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. أما نواب كتلة بري فكانوا «اكثر ودا» فجلسوا وتحادثوا متشجعين بحوار مطول جرى بين بري وجنبلاط في الطائرة تطرق الى مرحلة ما بعد جلسة الانتخاب والوضع في الجبل وضرورة «القيام بشيء مشترك».

أما رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري فقد غادر الدوحة بطائرته الخاصة يرافقه رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ووحده السنيورة كان قد وصل الى بيروت حتى مساء أمس، فيما بقي الحريري وجعجع في الخارج.

وصلت الطائرة الى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي... كان في انتظارهم جمع كبير من الصحافيين وسيارات النقل المباشر، أما الناس الذين ودعوهم بلافتات تقول «اذا لم تتفقوا لا تعودوا» فلم يكن أحد منهم بالانتظار في الخارج، الصحافيون فقط وبعض الامنيين. حرص النائب وليد جنبلاط على النزول متأخرا، وفي صالون الشرف اجتمع النواب لبعض الوقت للذهاب في المواكب المعدة لهم وسط مخاوف أمنية لدى نواب «14 اذار» بسبب الاعلان عن تحركهم بشكل مباشر. غير ان النائب جورج عدوان ألقى في القاعة «خطبة» مفادها ان الوضع آمن. والدليل هو عودة النائبة غنوة جلول على متن الطائرة بعد غياب طويل جدا عن لبنان... «ففي هذا رسالة ما» كما اردف عدوان ضاحكا. لكن هذا لم يقنع النائبة جلول التي سألت أحد حراس الامن عند الباب «هل من الامان الذهاب؟».