منتدى ابرق الرغامة - محمد نور .. بلّط البحر

محمد نور .. بلّط البحر

بعيداً عن هدف محمد نور القضية في مرمى فريق النصر ، وجدلية أخلاقيته من عدمها ، سلطت هذه الحادثة الضوء على جوانب مظلمة من قناعات وثوابت تسكن أذهاننا ، لازالت تفت في عضد النسيج الاجتماعي ، بل والوطني ، مدللة بشكل قاطع على هشاشة قاعدتنا الثقافية ، ورجعية النظرة التي نحملها تجاه بعضنا البعض ، في مجتمع ندعي أنه حضاري التوجه ، متماسك البناء .
والحقيقة أننا لسنا إلا نكذب على أنفسنا ونضلل الآخرين ، بطريقة تعايشنا وتعاملنا مع بعضنا التي لازالت ترتكز على مبادئ رجعية تحمل قناعات لم يغيرها الزمن ، تظهر بجلاء تحت تأثير مواقف معينة ، تستهدف شخوص الآخرين ، لا أعمالهم ، ولا أفكارهم ، بداعي الانتقاص من هذا أو ذاك ، لأنه قام بما لا يرضينا ، أو ما يخالف أهواءنا !
وحقيقةً أن ما تناولته منتديات الانترنت من جوانب شخصية ، وربما تكون غاية في الخصوصية حول صاحب الهدف القضية ، وليس الهدف نفسه.. ، أمر مخجل ، فمن المعيب أن تصل بنا الحال لما وصلت إليه ، من ضحالة فكر ، وسطحية طرح ، في منابر إعلامية بعضها يعمل تحت مظلة جهات رسمية ، أو محسوب عليها بشكل أو بآخر ، كالمواقع الالكترونية للأندية .
وهذا ليس سوى انعكاس لحالة التردي الثقافي ، والفكري ، والاجتماعي ، التي نعيشها اليوم ، تلك الحقيقة المرة التي يجب التعايش معها كواقع ، ومحاولة علاجها قبل أن تستفحل إن لم تكن قد استفحلت واستحال علاجها .
مسكين هذا (النور) ... ، لوكان يدري أن كرته تلك ستضرب عش الدبابير لما صنع ماصنع ، ولو كلفه ذلك خسارة فريقه بأثقل النتائج ، لكنه كرته التي ضربت مرمى الخوجلي ، وعش الدبابير ، حرّكت بحيرة راكدة ، بل بحر راكد ، سيظل يبتلع كل محاولات ردمه التي تحتاج لمنظومة عمل جماعي ربما يمتد لأجيال .
ربما يكون هناك من محبي نور من يؤمن بقدراته الخارقة ، فيقترح علينا حلاً يختصر المسافات الزمنية ، طالما أن ردم البحر هو الحل الأنجع ، ونحن عاجزون عنه ، فيقول لنا بلهجة (مكاوية)... ( سيبوا نوريِبلّط البحر) !

* عندما سئل الشيخ سلمان العوده عن الديموقراطية في أمريكا التي جعلت أوباما ذي الأصول الأفريقية مرشحاً قوياً لترأس الولايات المتحدة الأمريكية ، فقال الشيخ سلمان.. " لو كان هذا الأوباما في بلاد عربية ربما كان مكانه الأنسب سجن الترحيل ، لإعادته إلى جذوره ! "
إذا كان هذا تصرفنا المتوقع مع رجل كأوباما ، فمالذي نحن فاعلون مع محمد نور ، وبيننا من يقسم أغلظ الأيمان أنه يعرف مدينة نور الأم التي هاجرت منها عائلته ؟!
لن أترك لخيالي فرصة التحليق بعيداً للبحث عن إجابة ، فالواقع مليء بمتطوعين سيمطرونني بسيل من الإجابات التي يمكن تصنيفها تحت قائمة ماهو أغرب من الخيال !

* في برنامج (خط الستة) الذي يبث من الرياض على قناة أبو ظبي الرياضية ، نوقش الهدف القضية بوجود (نخبة) من محللينا الرياضيين ، كان من بين (النخبة) من يدّعي المثالية ويستنكر كل ما مورس ضد نور ، لكن قناع المثالية ما يلبث أن يسقط قليلاً ، فيمارس الضرب تحت الحزام ، بعبارات وجمل مفخخة ، تحمل فيما تحمل مايشبه التشفي من محمد نور .

* في أماكن أخرى يسمون الإنترنت العالم الافتراضي ، لدينا الإنترنت هو العالم الحقيقي ، وكل مانراه في الواقع هو عالم افتراضي ، هذه حقيقة لا جدال عليها ، فقط تحتاج بحثاً طويلاً لمعرفتنا حق المعرفة ، فنحن نظهر في الانترنت كما نحن ، ومن يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ليسوا نحن ، ربما أناس غيرنا ، وربما أشباح ، وربما أقنعة !

ناصر بن محمد المرشدي
كاتب واعلامي سعودي
[email protected]