عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2010, 03:19
  #1
ابن المنتزهات
عضو مميز
 الصورة الرمزية ابن المنتزهات
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,324
ابن المنتزهات will become famous soon enoughابن المنتزهات will become famous soon enough
بعد غيبوبة 45 يوماً : امرأة تحكي قصتها

بعد غيبوبة 45 يوماً : امرأة تحكي قصتها
واقع - جدة : حالة غامضة مثيرة للجدل، لا يمكن وصفها بدقة، ولا يمكن التكهن بشعور صاحبها، كما أن من خاض تجربتها لا يمكنه الإفصاح عنها، إنه الموت، أو حالة فقدان الحياة.
غير أن الغيبوبة أو حالة الإغماء قد تعتبر الحالة الأقرب إلى الموت، فهي حالة يتأرجح الإنسان فيها على خيط رفيع بين الحياة والموت، مرحلة ينعدم فيها الشعور بالمكان والزمان وقد ينعدم فيها الشعور بالألم أيضا، بينما يظل ماء الحياة دفاقا في عروق صاحبها.
ربما نكون على حق لو اعتبرنا العائد من غيبوبة الإغماء قد ذاق بعضا من شعور الموت، كما هو حال السيدة صوفي كريديه، والتي خاضت تجربة الغيبوبة لمدة 45 يوما، ثم عادت إلى الحياة لتروي لنا تجربتها بأدق تفاصيلها.
حيث أوضحت بأنها تعرضت لتسمم بسبب جرعة دواء خاطئة بينما كانت وحيدة في المنزل، تقول «لم أعلم وقتها ماذا أصابني، شعرت بنعاس شديد، ثم انتابني شعور مفاجئ بأنني فارقت الحياة»، وتؤكد بأنها لا تستطيع تذكر ما كان يدور حولها سوى سماعها لصوت سيارة الإسعاف أثناء نقلها إلى المستشفى، دون أن تدرك كيف دخلت السيارة، وأصوات من حولها وهم يتألمون لحالتها ويندبون صغر سنها وحظها العاثر، دون أن تعي بواحد منهم.
ومضت صوفي في حديثها «لا أتذكر شيئا أستطيع من خلاله تحديد شعوري وأحاسيسي بدقة، لأن شعوري بالزمان والمكان كان معدوما، حيث إنني لم أصدق عندما أفقت بأن 45 يوما مرت علي في تلك الحال، لم أشعر عند إفاقتي سوى بأنني كنت نائمة ليوم واحد فقط».
وعندما حاولت صوفي أن تعود بذاكرتها معتمدة على وعيها بالأصوات، قالت «أتذكر أنني سمعت والدي وهو يسأل عن حالتي بينما أخبره الطبيب بأن نسبة عودتي للحياة 40 في المائة»، مضيفة بأنها تتذكر أصوات بعض أقاربها وهم يتحدثون عند زيارتها «كنت أستمع للأصوات دون تفكير ولا وعي بمعانيها».
وفي سؤال عما إذا كانت صوفي شعرت في غيبوبتها بالبرد أو الحر أو الضوء، قالت «لم أكن أشعر بجسدي إطلاقا، وكأنه ليس مني، ولكني كنت أتقلب في أحاسيس شعورية مختلفة وقوية لا أستطيع نسيانها أشبه بالأحلام، فكنت أرى نفسي مرتدية رداء نومي الأبيض وأسير في طريق مضيء طويل حلزوني لا نهاية له، لكنه لم يكن مخيفا، وكنت أشعر بالسعادة الشبيهة بشعور الاستمتاع بحلم جميل لا أرغب في الإفاقة منه»، وتضيف «رأيت نفسي مرة جالسة فوق غيوم، تتدلى أقدامي منها وأنا في منتهى السعادة، ورأيت نفسي أيضا لوهلة ممددة في غرفة المستشفى، وكأني أشاهد نفسي من فوق».
ذكرت صوفي بأن أول سؤال بادرت به فور إفاقتها «أين أنا، ولماذا أنا هنا؟!»، وتقول «انتابني شعور بالضياع، أشعر به الآن، فأنا كنت في حلم جميل، وأصابني شعور بالإحباط لأنني أفقت منه».
وختمت صوفي حديثها بالنصيحة لكل من له قريب أو صديق أو عزيز دخل في غيبوبة، بأن يتحدث إليه باستمرار، وألا يفارقه، «لأن المريض في هذه الحالة يستمع إلى ما يقال، ويشعر برغبة أحبائه في عودته إلى الحياة، وهذا الشعور سر تمسكه بالحياة، فأنا واثقة بأن حب الآخرين ــ بعد إرادة الله ــ كان له أثر كبير في بقائي وعودتي إلى الحياة».
صفحة جديدة 2

ابن المنتزهات غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس