عفوا وزارة المياه .. لسنا مجانين .. ؟
تحت عنوان (المحمدي: أسباب «نفسية» وراء أزمة المياه بجدة ) كتبت عكاظ بالأمس خبرا جاء فيه ..ارجع المهندس عبدالرحمن المحمدي مدير عام المياه بمحافظة جدة اسباب ازمة المياه التي مرت بها المحافظة خلال الأيام الماضية الى اسباب نفسية اكثر من أي عوامل اخرى, وانه ليس هناك سبب فعلي لحدوث الازمة ملقيا باللوم على السكان ـ وفي نفس الصحيفة وفي مكان آخر هذا الخبر الذي يتناقض مع سابقه ومن نفس المصدر حيث جاء الخبر تحت عنوان («مياه جدة» ترجع الأزمة إلى كسر في انبوب رئيسي شرق الخط السريع ) وحيثيات الخبر .. أرجعت مصادر في ادارة المياه بمحافظة جدة الأزمة الحالية التي تشهدها المحافظة الى تعطل خط انابيب رئيسي شرق الخط السريع والذي ينقل المياه من محطة الشعيبة الى الاحياء الشمالية بجدة. وأشارت ذات المصادر الى ان احدى الشركات المنفذة لأجزاء من مشروع تصريف مياه الامطار والسيول بشرق الخط السريع كسرت اجزاء من أنبوب نقل المياه. وأضافت ان العمل جار حاليا لإعادة الضخ الى ما كان عليه قبل الأزمة حيث بدأ الضخ التدريجي منذ صباح أمس الى الأحياء الشمالية. وطمأنت ادارة المياه المواطنين مشيرة الى انحسار الأزمة الماضية وان الازدحام تلاشى في الاشياب يومي أمس وأمس الأول حيث انخفض الاقبال على الصهاريج الكبيرة.. إنتهى الخبرين المتناقضين ولا ادري من هو يعاني من ( حالة نفسية ) فشيء غريب حقا ومدهش تناقض فاضح وإتهام خطير للمواطنين والمقيمين ( بأنهم مرضى ) وحقيقة من آمن العقاب أساء الأدب ، ولا يعقل مسؤل بهذا الحجم يبرر تقصير إدارته وعجزها بإتهام الشعب بالجنون ، حفاظا على منصب او تبريرا لخطأ وارد وليس احد منا كبشر معصوم ، إذا لماذا ذهب المحمدي بنا إلى هذا المنحى الخطير والتهمة القاسية ، ولم يكتفي بحرماننا من المياه وهي حق مشروع ليحرمنا ايضا من نعمة العقل حقيقة امر مدهش ان يتلون المسئول ويطعن في عقلية الاخرين وفي نفس الوقت ونفس الصحيفة يؤكد ان سبب الأزمة خلل فني من قبل شركة آخرى ، وكان الأجدر بالمحمدي وهو قد لازم هذا المنصب سنوات عدة ان يسعى للتطوير والمواكبة لحل أزمة المياة التي تعاني منها جدة ، والكل يؤكد انها ازمة مفتعلة بتقصير من الوزارة وإستغلال من أصحاب الصهاريج .. ولا ارى سببا يمنع المحمدي من ان يكون صريحا مع الإعلام ويؤمن بانه شريك فعّال في التنمية ، وكنت قبل عامين كتبت تحت عنوان ( هوامير اشياب التحلية بجدة ) حيث اشرت إلى انه يظهر أننا سنخرج من مطامع هوامير هنا إلى مطامع هوامير هنالك ، ومن إهمال مرافق هنا إلى إهمال مرافق هنالك وهكذا دواليك حتى نتعود ذلك حيث تظهر بين فترة وآخرى متتابعة ، فبعد هوامير سوا وهوامير المخططات وهوامير تشغيل الأمول وآخرهم هوامير سوق الأسهم ، هانحن بكل آسى ومرارة نقف على أعتاب هوامير جدد ، يستغلون حاجة الناس للماء فيدفعهم الجشع إلى التحايل على النظام ورفع الأسعار ، حيث أستمراء الغالبية من مقاولي توصيل المياة ذلك لعدم وجود الرقابة والمتابعة من الجهات المعنية وكأن الأمر عادي ومسلم به مع موقف تلك الجهات المعنية موقف المتفرج .. فحينما تنقطع المياة عن دارك ، وتذهب لمشروع التحلية بشارع المكرونة ، لتشتري ( شاحنة مياة صغيرة سعرها الرسمي بـ (76 ) ريال أو كبيرة بـ ( 114 ) ريال تجد أمامك عشرات الشاحنات مجهزة بالمياة ولكن السائق يطالبك ب ( 140 ) ريال للشاحنة الصغير وبـ ( 200 ) ريال للكبيرة أي ضعف التسعيرة تقريبا جهار نهارا دون إكتراث، بل إرتفعت إلى (500) ريال وتجد نفسك أمام خيارين كليهما مر، إما أن تدفع وإما أن تأخذ رقما لتنظم إلى قائمة المنتظرين مابين عشر ساعات واربعة وعشرين ساعة بل وصل المر هذه الآيام على اكثر من ذلك ، او ان تجد موظف المياة يقول لك عفوا الأرقام إنتهت راجعنا غدا او شاهد الشاحانات في الشارع بالكوم .. والسؤال القائم والملح والذي يفرض نفسه ويلد من رحم هذه المعاناة بصورها المكشوفة ، وأن تشاهد عشرات الشاحانات الواقفة على جنبات شارع التحلية والتي تستغل الظروف وتطالب بضعف التسعيرة ، كيف تم شحنها بالمياه ؟ ولصالح من ؟ ومن المسئول عن ذلك ؟ إذا كانت التحلية لم ترفع التسعيرة بل ولاة الأمر حفظهم الله خفضوا تسعيرة الديزل فمن وراء الأزمة ومن المستفيد منها ؟ .. لاشك أن هنالك هوامير وأن هنالك تلاعب وإستغلال واضح وفاضح دون خوف أو وجل أو أدنى أي مسئولية وذلك كما اسلفت لعدم وجود الرقابة التي تمنع حدوث مثل ذلك ولوجود ضعاف النفوس ممن همهم سرعة الربح بأي طريقة وتحت أي سبب .. فهل يعقل حينما نشاهد القيادة الحكيمة تسعى لرفع أي تبعات مكلفة على المواطن وآخرها اسعار الوقود ، هل يعقل أن يكون هنالك من يستغل هذا المواطن في رابعة النهار او من يتهم المواطنين بأنهم ( مرضى نفسيين ) وعلى مرآى ومسمع من الجميع ، إن الجهات المعنية مطالبة بالتحقيق الجدي والجاد في الآمر ورفع التكلفة المالية عن المواطن والتي تذهب لأناس خالفوا النظام وبدون وجه حق أو لاسمح الله إستغلوا صلاحية أو ظرفا أو نحوه مما يغري الجشعين ، وأن تكون القرارات نافذة لمعرفة من وراء ذلك ؟ ومن غيب الرقابة والمتابعة التي تكفل الحق للجميع . وإنه لمن المؤسف جدا ونحن قادمون على موسم الصيف أن تصبح معظم منازل جدة تفتقر إلى الماء دون إستثناء ، فماذا عسى سيكون الوضع مع المستقبل ؟ ومع إشتداد الصيف ، فجدة الآن أنهت ( 3 ) سنوات وهي تعاني بصورة شمولية متصلة من نقص المياه دون أن يظهر في الأفق أي بوادر بحل الأزمة ولو في حدودها الدنيا وذلك بالمحافظة على الأسعاركأقل مايمكن فعله لما فيه الصاح العام خصوصا إذا علمنا أن مارصدللمياة من إمكانيات مالية وفنية وبشرية وما هو كمية إنتاجها المفروض نستغرب تناقض ذلك مع ماعلى أرض الواقع والآمر يحتاج إلى جهود فعلية جادة قبل حلول موسم الصيف الذي بدأنا نعاني مع مستهله فيكف بالغد ، لذلك على الأستاذ المحمدي بدلا من هذه التهمة الخطيرة البحث عن التطوير وتدارك الأمر وذلك لما فيه الصالح العام .. هذا وبالله التوفيق
جدة ص ب ـ 8894 فاكس ـ 6917993
صفحة جديدة 2
__________________
