ابومحمد

المؤيد: الحوثيون فهموا قرار السعودية بشكل خاطئ.. وتكبَّدوا خسائر فادحة
شيخ عراقي: "عاصفة الحزم" لم تتوقف بل انتقلت من ذروتها إلى سيطرتها


أوضح الشيخ العراقي المتسنن حسين المؤيد أن الفرح والضجيج اللذين صدرا من إيران والحوثيين بعد قرار إيقاف عاصفة الحزم جاءا بسبب فهمهم الخاطئ لمدلول كلمة "إيقاف"؛ إذ أدى إلى إعطاء مدلول لم يكن مقصوداً لتلك الجموع المعادية بأن الحرب ضد الحوثيين قد انتهت وتوقفت، رغم أنه في الحقيقة عبارة عن انتقال الحرب من مرحلة إلى مرحلة أخرى أكثر سيطرة، وذلك حسب ما اقتضته الأحداث، بدليل أن الطلعات العسكرية ما زالت قائمة، وتقصف بعض المواقع العسكرية في اليمن إلى الآن.

وقال: فرحهم الخاطئ لا مكان له بسبب تكبدهم خسائر كبيرة، وتحقيق عاصفة الحزم في الجهة الأخرى جُل أهدافها. مشيراً إلى أن النظام العسكري يقر بأن الانتصار العسكري يثبت في ثلاثة محاور: إما أن تؤخذ أرضٌ من الخصم، ويُستطاع التجول في أراضيه، أو أن تُدمَّر قوة الخصم، أو أن يُجبر الخصم على تقديم تنازلات سياسية.

وأكد خلال برنامج "حراك" على قناة "فور شباب" أن عاصفة الحزم حققت هذه الانتصارات جميعها، وذلك بالسيطرة على أجواء اليمن والحظر البحري المستمر، وكذلك تدمير قوى الخصم، وجل أهدافها الأساسية.

وتابع: في المقابل، فُرض على الطرف الآخر قرار أممي رادع، وكسبت السعودية القرار الأممي في صفها؛ ما يعني أن خسارتهم لا تعني انتصاراً؛ فقد فقدوا قوتهم ومكانتهم السياسية والعسكرية من خلال عاصفة الحزم التي بددت أوهام إيران والحوثيين، واستطاعت أن تدمر الأسلحة الثقيلة والصواريخ وكل نوع من أنواع الأسلحة التي تشكل تهديداً على السعودية وعلى دول مجلس التعاون وعلى المنطقة عموماً.

وعرج المؤيد قائلاً: إيران كانت عاجزة عن فعل شيء بسبب أنها تفتقر للخيار العربي والخيار السياسي، وبسبب فقدانها للمنطق السياسي، الذي يدفعها للتحرك وفرض كلمتها، وقفت عاجزة، وبدت كالنمر الورقي الهرم، وذلك عكس السعودية؛ إذ تملك منطقاً سياسياً موثوقاً، وعلى ضوئه تحركت بعاصفة الحزم بكل قبول، وقوبلت باستحسان قرار أممي.

وعن خطر الأسلحة اليمنية قال: أما على المستوى العسكري فإن اليمن خزنت من الأسلحة ما يشكل خطراً ليس على اليمن فحسب بل على المنطقة بأسرها، وخصوصاً بعد حصول نوع من الفراغ السياسي بعد سقوط علي عبدالله صالح؛ الأمر الذي جعل إيران تحاول أن تتدخل في شأن اليمن، وتدعم الحوثيين حتى تجعل من صعدة قاعدة عسكرية، من خلالها تستطيع أن تضرب السعودية مستقبلاً.

وتوقَّع أن تراجع الحوثيين إلى مواقعهم الأصلية مسألة وقت، وذلك بعد أن طُرح مشروع سياسي، سيتضمن بنداً منصوصاً على انسحاب الحوثيين وعودتهم لمواقعهم الأصلية.

وأردف المؤيد: كانت هناك مفاوضات لدول غربية متجهة إلى مقايضة الملف النووي الإيراني بهيمنة ونفوذ إيران في المنطقة، وبذلك تكون إيران هي القوة المحورية، والدولة الإقليمية الكبرى في المنطقة.

وكشف عن محاولات لسحب ملفات حيوية من العرب كملف فلسطين والملف اللبناني والعراقي والسوري والملف اليمني، وكان يراد لهم أن يكونوا بأيدي إيران، وذلك بالتنسيق مع دول غربية لتسليم الملفات لإيران، وكان يراد لتلك الملفات أن توضع في تصرف إيران ذات البُعد العنصري المعادي للعرب والطائفي المعادي لأهل السنة والجماعة، وذلك يجعل إيران محوراً لجميع ملفات المنطقة العربية، ولكن عاصفة الحزم أعادت هذه الملفات لنصابها العربي، وأصبحت السعودية جزءاً أساسياً في هذه الملفات.

وقال: هناك حقيقة سياسة، تشير إلى أن أي أمة من الأمم إذا خلت من رمزٍ قيادي فإن تلك الأمة سوف تتطلع إلى رموز قيادية من خارجها، وهذا ما كانت تسعى إليه إيران لكي تكون هي الرمز الأوحد لاستقطاب الأمة العربية حولها، ولكن عاصفة الحزم أسقطت هذه المعادلة.

واختتم بأن عاصفة الحزم مبادرة استراتيجية لردع الاختراق الفارسي للدول العربية، وأنه متفائل بوقوف السعودية مع بقية الدول المجاورة المحتاجة لوقفة السعودية.

http://sabq.org/EQ4gde

__________________