لؤي كريم الدين

في السنوات الأخيرة، أصبح العلاج بالتردد الحراري أحد أبرز الحلول الحديثة التي تُستخدم لعلاج الآلام المزمنة دون اللجوء إلى الجراحة. هذه التقنية تجمع بين الدقة الطبية والراحة للمريض، مما يجعلها خيارًا مفضلًا لدى الكثير من الأطباء والمرضى على حد سواء. العلاج بالتردد الحراري هو إجراء طبي يعتمد على استخدام موجات كهربائية عالية التردد تُوجه نحو الأعصاب التي تنقل إشارات الألم. يتم إنتاج حرارة دقيقة تعمل على تعطيل وظيفة العصب أو تقليل نشاطه مؤقتًا، مما يؤدي إلى تخفيف أو إيقاف الشعور بالألم لفترات طويلة. يُستخدم التردد الحراري لعلاج العديد من الحالات، منها: آلام العمود الفقري (الرقبة وأسفل الظهر)، الانزلاق الغضروفي، آلام مفصل الركبة الناتجة عن الخشونة، ألم العصب الثلاثي التوائم في الوجه، آلام الحوض والمفاصل الصغيرة، والصداع الناتج عن التهاب الأعصاب.
يتميّز العلاج بالتردد الحراري بعدة فوائد تجعله متفوقًا على بعض الخيارات التقليدية، فهو إجراء غير جراحي ولا يتطلب فتحًا جراحيًا أو تخديرًا عامًا، كما أنه آمن وفعّال خاصة عند تطبيقه من قبل مختصين، ويوفر نتائج تدوم لعدة أشهر وقد تصل إلى سنة أو أكثر، ولا يحتاج إلى إقامة بالمستشفى، إذ يمكن للمريض العودة إلى المنزل في نفس اليوم. كما يساعد هذا العلاج في تقليل الاعتماد على المسكنات، وبالتالي يقلل من آثارها الجانبية.
تتم جلسة التردد الحراري عبر خطوات بسيطة تشمل تحديد العصب المستهدف باستخدام الأشعة أو التصوير، وتخدير المنطقة موضعيًا، ثم إدخال إبرة دقيقة نحو العصب، وإرسال موجات كهربائية تُحدث حرارة تؤثر عليه، وتستغرق الجلسة عادة بين 30 إلى 60 دقيقة، ويمكن للمريض المغادرة بعدها بساعات.
أما من ناحية الأمان، فعادةً ما تكون الآثار الجانبية خفيفة ومؤقتة، مثل احمرار أو تنميل بسيط في موضع الإبرة، أو ألم بسيط يزول خلال أيام، ونادرًا ما تحدث مضاعفات جدية.
إذا كنت تعاني من ألم مزمن لم تنفع معه الأدوية أو العلاج الطبيعي، وكنت تبحث عن خيار غير جراحي وآمن، فقد يكون العلاج بالتردد الحراري هو الحل المناسب.
يُعد العلاج بالتردد الحراري نقلة نوعية في مجال علاج الألم، خاصةً لمن يبحث عن راحة طويلة الأمد دون مضاعفات كبيرة أو تدخلات جراحية معقّدة، ويُعيد للمريض جودة الحياة التي افتقدها بسبب الألم المزمن.