نور احمد

في رحلتي كطبيب متخصص في علاج أمراض العيون، تميزت تجربتي مع مرضى المياه الزرقاء (الجلوكوما) بتنوعها، لكن ما يجمعهم جميعًا هو رغبتهم في الحفاظ على نظرهم والعيش بحياة طبيعية، وفي حديثي مع مرضاي، أُحاول دائمًا أن أنقل إليهم بعض النصائح التي أعتبرها مفتاحًا مهمًا للتعامل مع هذا المرض بأمان.

الالتزام بالعلاج الدوائي
أول وأهم نصيحة أقدمها لكم هي الالتزام الصارم بالعلاج الموصوف لكم، حيث تكون المياه الزرقاء مرضًا صامتًا في كثير من الأحيان، ولذلك فإن اتباع التعليمات بدقة، وخاصة فيما يتعلق باستخدام قطرات العين، هو ما يمنع تدهور الحالة.

لا تستهينوا بأي جرعة، حتى لو شعرتم بتحسن، فالجلوكوما لا يظهر تأثيرها إلا تدريجيًا، وأحيانًا تحتاج إلى سنوات حتى يصبح فقدان الرؤية واضحًا.

المراجعة المنتظمة للطبيب
اهتموا دومًا بالاستشارة المنتظمة حتى وإن شعرتم أنكم في حالة جيدة، فالفحص الدوري يكشف عن تغيرات في ضغط العين أو في العصب البصري قبل أن تلاحظوا أي أعراض، لا تنتظروا حتى تشعروا بفقدان في الرؤية، لأن علاج الجلوكوما يعتمد بشكل أساسي على الاكتشاف المبكر.

الابتعاد عن العوامل المساعدة على تفاقم المرض
هناك بعض العوامل التي تزيد من الضغط داخل العين وتساهم في تدهور الحالة، واحرصوا على تجنب التوتر الزائد، والابتعاد عن العادات غير الصحية مثل التدخين أو استهلاك الكحول بكثرة، وتأكدوا من متابعة أي أدوية تتداخل مع علاج المياه الزرقاء، فبعض الأدوية ترفع من ضغط العين.

تغيير نمط الحياة بشكل إيجابي
على الرغم من أن المياه الزرقاء تضع تحديات أمامكم، إلا أن الحياة الصحية تُحدث فرقًا كبيرًا، وممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي أو السباحة، يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل ضغط العين، لذا حافظوا على وزن صحي وتجنبوا السمنة، فهي عامل مهم في الوقاية من تفاقم الحالة.

المحافظة على ضغط العين المثالي
الضغط داخل العين هو العامل الأساسي في الجلوكوما، لذلك تأكدوا من مراقبته بشكل دوري، وعند الحاجة يصف لكم الطبيب أدوية لتقليله، وتتطلب بعض الحالات العلاج بالليزر أو الجراحة، ومهما كانت الإجراءات التي يتم اتخاذها، فإن الهدف هو الحفاظ على صحة العين قدر الإمكان.

الوقاية خير من العلاج
إذا كان هناك تاريخ عائلي من الجلوكوما، يجب أن تكونوا أكثر حذرًا، احرصوا على إجراء فحوصات دورية بعد سن الأربعين، حتى إذا لم تظهر أي أعراض، وإذا تم اكتشاف الجلوكوما مبكرًا، يمكن التحكم بها بشكل فعال دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.