بقلظ

تنقسم العلاجات إلى عدة مستويات، من التحفظي إلى الجراحي.

أولاً: العلاجات غير الجراحية (التحفظية)
هذه هي الخطوة الأولى والأساسية، وينجح فيها معظم المرضى (أكثر من 90%).

1. العلاج الطبيعي المتقدم (أحدث الأساليب):

التمارين العلاجية المكثفة: لم يعد يُنصح بالراحة التامة في الفراش لفترات طويلة. الآن، التركيز على الحركة النشطة والتمارين التي تقوي العضلات الأساسية (Core muscles) والعضلات المحيطة بالعمود الفقري.

العلاج الحركي العصبي (Neuromuscular Re-education): يعلم المريض كيفية تحريك جسمه بطريقة صحيحة لتجنب إجهاد الظهر والغضروف.

التمارين الهوائية (الأيروبيك) منخفضة التأثير: مثل المشي أو السباحة، لتحسين الدورة الدموية ومرونة العضلات.

2. العلاجات التداخلية (بإبرة موجهة بالأشعة):

الحَقن فوق الجافية (Epidural Steroid Injection): هو الأكثر شيوعاً. يتم حقن كورتيزون ومخدر موضعي مباشرة حول العصب المضغوط في القناة الشوكية لتقليل الالتهاب والألم. يمكن أن يوفر راحة تسمح للمريض بمواصلة العلاج الطبيعي بفعالية أكبر.

الحَقن الانتقائي للجذر العصبي (Selective Nerve Root Block): مشابه للحقن فوق الجافية ولكنه أكثر دقة يستهدف عصباً محدداً.

التردد الحراري (Radiofrequency Ablation): يستخدم لتخفيف آلام المفاصل بين الفقرات الناتجة عن الانزلاق.

3. الأدوية:

مسكنات الألم (مثل الباراسيتامول).

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (مثل الإيبوبروفين، النابروكسين).

مرخيات العضلات.

في بعض حالات الألم العصبي الشديد، قد يصف الطبيب أدوية مثل "جابابنتين" أو "بريجابالين".

ثانياً: العلاجات الجراحية (عند فشل الطرق التحفظية)
يتم اللجوء للجراحة في حالات محددة مثل: ضعف العضلات الشديد، أو سلس البول، أو استمرار الألم الشديد الذي لا يستجيب للعلاج.

أحدث التقنيات الجراحية أصبحت طفيفة التوغل (Minimally Invasive):

1. جراحة المنظار للعمود الفقري (Endoscopic Discectomy):

هي من أحدث وأكثر التقنيات تطوراً.

يتم إدخال منظار دقيق (كاميرا) من خلال شق صغير جداً (أقل من 1 سم).

مزاياها: ألم أقل بعد الجراحة، شفاء أسرع، عودة سريعة للحياة الطبيعية، ندبة صغيرة جداً.

تُعتبر حالياً الخيار الأمثل للعديد من حالات الانزلاق الغضروفي غير المعقدة.

2. الجراحة المجهرية (Microdiscectomy):

لا تزال "المعيار الذهبي" للجراحة المفتوحة للديسك.

يستخدم الجراح مجهراً جراحياً لإزالة الجزء المنزلق من الغضروف مع الحفاظ على الأنسجة المحيطة قدر الإمكان.

الشق أكبر قليلاً من المنظار ولكنه لا يزال صغيراً.

3. استئصال الديسك بالمنظار بمساعدة الليزر:

يستخدم الليزر مع المنظار لتذويب الجزء البارز من الغضروف. فعال في حالات معينة.

4. استبدال الغضروف (Artificial Disc Replacement):

بدلاً من إزالة الغضروف المنزلق ودمج الفقرات، يتم استبدال الغضروف التالف بآخر صناعي.

يحافظ على حركة العمود الفقري بشكل أفضل من الدمج، ولكنه ليس مناسباً لجميع الحالات.

5. تثبيت الفقرات (Spinal Fusion):

يتم إزالة الغضروف المنزلق ثم تثبيت الفقرتين المجاورتين معاً باستخدام طعوم عظمية ومسامير.

يستخدم في الحالات المتقدمة أو المعقدة.

أحدث العلاجات (ما زال بعضها تحت الدراسة)
العلاج بالخلايا الجذعية أو حقن البلازما (PRP): تهدف إلى تجديد أنسجة الغضروف التالفة وإصلاحها بدلاً من مجرد استئصالها. هذه الطرق لا تزال تجريبية في معظم الحالات وغير معتمدة بشكل واسع كعلاج أساسي للانزلاق الغضروفي، ويجب التعامل معها بحذر.

الخلاصة والنصيحة الأهم:
التشخيص السليم أولاً: يجب أن يتم تشخيصك بواسطة طبيب عظام أو جراح عمود فقري متخصص.

البدء بالعلاج التحفظي: في معظم الحالات، يكون العلاج الطبيعي والأدوية والحَقن كافياً للشفاء.

الجراحة طفيفة التوغل هي الاتجاه الحديث: إذا احتجت للجراحة، فإن جراحة المنظار و الجراحة المجهرية هما الخياران الأكثر تطوراً وفعالية.

لا توجد حلول سحرية: احذر من أي عيادات تروج لعلاجات "ثورية" و"نهائية" دون تدخل جراحي للانزلاق الغضروفي الكبير الذي يسبب أعراضاً عصبية شديدة.

راجع طبيبك المختص لتحديد العلاج المناسب لحالتك بناءً على موقع الانزلاق، حجمه، والأعراض التي تعاني منها.