علياء عون

فرط الحركة وتشتت الانتباه، ذاك السلوك الذي يتجلى في زيادة الحركة، الكلام، والتشتت أكثر من المعتاد، يُعد إشكالية تواجه العديد من الأطفال وأولياء أمورهم. قد يميل الأطفال المصابون بفرط الحركة إلى الجري، القفز، وتسلق الأشياء بشكل يفوق أقرانهم، بينما يمكن أن يظهر البالغون تصرفات مثل التجول بلا هدف أو اللعب بأشياء في أيديهم، ويعانون من الاندفاعية، سهولة التشتت، وقصر مدى الانتباه.
على الرغم من ارتباط فرط الحركة بشكل وثيق باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، إلا أنه يمكن أن ينجم أيضًا عن أسباب متعددة أخرى، تشمل الأدوية أو الأمراض النفسية أو الجسدية. لذا، يجب تحديد الأسباب الجذرية لفرط الحركة لتوجيه العلاج بشكل صحيح.
الأسباب والتشخيص
فرط الحركة ليس اضطرابًا بحد ذاته، بل هو عرض قد ينجم عن عدة مشكلات، سواء في الأطفال أو البالغين. قد يكون ببساطة نتيجة لزيادة الطاقة التي تحتاج إلى توجيه بطريقة مناسبة أو قد يكون مؤشرًا لاضطراب عقلي أو جسدي. من بين الأسباب الشائعة نجد اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، اضطرابات الدماغ، اضطرابات الجهاز العصبي المركزي، والاضطرابات العاطفية.
علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الاطفال

العلاج المناسب يعتمد بشكل كبير على السبب الكامن وراء فرط الحركة. في حال كان سببه ADHD، يتم اللجوء عادةً إلى مزيج من الأدوية والعلاجات السلوكية والمعرفية. الأدوية، مثل الأمفيتامينات وغيرها من العقاقير، قد تُستخدم لعلاج البالغين، بينما يُفضل دمج العلاج الدوائي مع العلاجات السلوكية للأطفال لتحقيق أفضل النتائج.
التكيف والتأقلم
لحسن الحظ، يمكن معالجة فرط الحركة بطرق عدة، تشمل العلاجات والاستراتيجيات التكيفية. توجد منظمات وطنية، مثل CHADD.org، توفر الدعم للأفراد المصابين بADHD واضطرابات مشابهة. كما يتوفر العديد من الأدوات التكنولوجية التي تساعد في التنظيم والتخطيط والتركيز.
في الختام، فرط الحركة وتشتت الانتباه يُمكن أن يكون تحديًا، لكن بفضل التقدم في الفهم والعلاج، بات بإمكان الأطفال المصابين وعائلاتهم التطلع نحو مستقبل مليء بالإمكانيات والتحسن. من المهم الاعتراف بأن كل طفل فريد، والعلاج الناجح يتطلب نهجًا شخصيًا يأخذ في الاعتبار خصوصيات كل حالة.
المصدر:
عالجت ابني من فرط الحركة