بقلظ

ما هي عملية التحلو العميق للدماغ (DBS)؟
التحفيز العميق للدماغ (Deep Brain Stimulation - DBS) هو إجراء جراحي عصبي يُستخدم لعلاج مجموعة من الاضطرابات العصبية والنفسية المستعصية. تعتمد الفكرة الأساسية على زرع أقطاب كهربائية (electrodes) في مناطق محددة ودقيقة deep within the brain. ترسل هذه الأقطاب نبضات كهربائية مستمرة ومنتظمة بهدف تعديل النشاط الكهربائي غير الطبيعي في تلك المناطق، مما يؤدي إلى تخفيف الأعراض.

إنه يشبه إلى حد كبير "ناظم خطوة" (pacemaker) للدماغ.

كيف تتم العملية خطوة بخطوة؟
تتم العملية عادة على مرحلتين، وغالبًا ما يكون المريض مستيقظًا خلال الجزء الأهم منها (مع استخدام تخدير موضعي فقط).

المرحلة الأولى: زرع الأقطاب الكهربائية

تثبيت إطار توجيهي: يتم تثبيت إطار معدني خفيف على رأس المريض لتثبيته ومنع أي حركة وتوفير نظام تنسيق مرجعي.

التصوير: يُخضع المريض لتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير المقطعي المحوسب (CT) أثناء تثبيت الإطار. هذا يخلق "خريطة" رقمية دقيقة للدماغ.

التخطيط الكهربائي للدماغ (الفسيولوجي): في غرفة العمليات، وباستخدام الخريطة الرقمية، يحدد الجراح الهدف بدقة. قد يُطلب من المريض تحريك يده أو التحدث أثناء إدخال مسبار مؤقت لتسجيل النشاط العصبي وتحديد الموقع الأمثل بدقة ميكرومترية. كون المريض مستيقظًا (وتحت تخدير موضعي لفروة الرأس) هو أمر حاسم لهذه الخطوة.

زرع القطب: بمجرد التأكد من الموقع الدقيق، يتم زرع القطب الدائم بدقة شديدة. يمكن زرع قطب في كلا جانبي الدماغ.

المرحلة الثانية: زرع المولد (البطارية)

تتم هذه المرحلة عادة تحت التخدير العام.

يتم توصيل الأقطاب الكهربائية بأسلاك تمد تحت جلد الرقبة والكتف إلى مولد النبضات (الجهاز)، الذي يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب.

يتم زرع هذا المولد تحت عظمة الترقوة أو في البطن تحت الجلد.

البرمجة والضبط

بعد عدة أسابيع من الجراحة للسماح بتعافي الدماغ، يتم تشغيل الجهاز وبرمجته.

يستخدم الطبيب مبرمجًا لاسلكيًا لضبط عدة parameters على المولد:

السعة (الطاقة): قوة النبضة الكهربائية.

التردد: عدد النبضات في الثانية.

عرض النبضة: مدة كل نبضة كهربائية.

قد تستغرق عملية الضبط عدة زيارات على مدى أسابيع أو أشهر للوصول إلى الإعدادات المثلى التي تتحكم في الأعراض مع تقليل الآثار الجانبية.

الأمراض والاضطرابات التي تعالجها DBS
مرض باركنسون: هو أكثر استخدامات DBS شيوعًا. يعالج الرعشة (Tremor)، والتصلب (Rigidity)، وبطء الحركة (Bradykinesia)، ومشاكل المشي.

الرعاش الأساسي: يُستخدم بشكل فعال جدًا للتحكم في الرعشة التي تعيق الأنشطة اليومية مثل الأكل والشرب.

خلل التوتر العضلي: يساعد في تخفيف تقلصات العضلات اللإرادية والأوضاع غير الطبيعية.

الصرع: للأشخاص الذين لا يستجيبون للأدوية، يمكن لـ DBS أن يقلل من وتيرة النوبات.

الاضطراب الوسواس القهري (OCD): للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية.

الاكتئاب الشديد والمقاوم للعلاج: لا يزال تحت البحث ولكنه يظهر نتائج واعدة لبعض المرضى.

الفوائد والمزايا
قابلية الضبط: يمكن تعديل الإعدادات حسب تطور حالة المريض.

قابلية للعكس: على عكس الجراحات الاستئصالية (حيث يتم تدمير جزء صغير من النسيج الدماغي)، فإن DBS قابل للعكس. يمكن إيقاف التحفيز أو إزالة الأجهزة إذا لزم الأمر.

فعالية عالية: يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في الأعراض ونوعية الحياة.

تقليل الاعتماد على الأدوية: غالبًا ما يمكن للمرضى تقليل جرعات أدويتهم، مما يقلل من آثارها الجانبية.

المخاطر والآثار الجانبية
تنقسم المخاطر إلى ثلاثة أنواع:

مخاطر مرتبطة بالجراحة:

نزيف في الدماغ (السكتة الدماغية).

عدوى.

صداع.

الغثيان.

نوبات صرع.

مخاطر مرتبطة بالجهاز:

فشل في الجهاز أو الأسلاك.

حركة غير مقصودة للقطب من موضعه.

تهيج الجلد في موقع الزرع.

آثار جانبية مرتبطة بالتحفيز:

وخز مؤقت أو شعور بالتنميل.

مشاكل في الكلام أو التوازن.

تقلصات عضلية.

تغيرات عاطفية أو مزاجية (مثل الشعور باللامبالاة أو الهوس الطفيف).

الخلاصة
التحفيز العميق للدماغ هو علاج متطور وثوري لأولئك الذين لم تعد أدويتهم تحقق سيطرة كافية على أعراضهم العصبية. إنه ليس علاجًا شافيًا، ولكنه أداة قوية للغاية لإدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة بشكل كبير. القرار بإجراء هذه الجراحة يتخذ بعد تقييم دقيق من قبل فريق متعدد التخصصات يشمل أطباء الأعصاب والجراحين العصبيين وأخصائيي النفسية.